القارئ بالنسبة للكتاب المقدس .
القراءة نوعين :
النوع الأول : و فيه عندما يقراء الإنسان , يجعل نفسه و عقله يسودان على الكلام , محاولا أن يخضع المعنى لإدراكه الشخصي , ثم يتحكم في المعنى بالقياس على المدركات الأخرى .
النوع الثاني : و فيه عندا يقراء الإنسان يجعل الكلام في مستوى أعلى من نفسه , محاولا أن يخضع عقله للمعنى , بل و يجعل المعنى يتحكم فيه شخصيا كقياس أعلى لا يدانيه أخر .
و القراءة الأولى تصلح لكل كتاب من كتب العالم , علمية و الأدبية .
و القراءة الثانية لا غنى عنها و لا بديل لها بالنسبة للكتاب المقدس .
فالقراءة الأولى تجعل الإنسان سيد العالم كوضعه الطبيعي . و
القراءة الثانية تجعل الله سيد الإنسان , كخالق كلى
الحكمة و القوة .
و لكن إذا خلط الإنسان بين القراءتين يخسر في الوضعيين , فان هو قرأ العلم و الأدب كما يقراء الإنجيل , صغر الإنسان و انحصرت قدرته العلمية و اضمحلت هيبته في وسط الخليقة .
و إن هو قرأ الكتاب المقدس كما يقراء العلم , صغر الله في عقلة و وجدانه و انحصر الإله و اضمحلت هيبته , أحس الإنسان في نفسه بسيادة وهمية على الإلهيات و هذا هو المحظور الذي وقع فيه ادم قبلا